Tuesday, June 12, 2007

نزعة تأملية واضحة الرمز يلفها قليل من الغموض

http://www.azzaman.com/index.asp?fname=2007\06\06-05\669.htm
كتب
محسن الذهبي
نزعة تأملية واضحة الرمز يلفها قليل من الغموض نساء فيروز سمير.. مهمومات بالصمت المتكرر محسن الذهبيفي الوقت الذي يقل فيه انتاج الفن المميز وينتشر اللعب والابهار دون سند موضوعي لامتلاك مفراداتها الوعي الناضج من خلال التجربة للارتقاء بوعي المتلقي الذي تبحث عينه الجادة والواعية من لغة لفن البليغة لتتجاوز بهدوء روحي حيث تتوالد اشكالا من الترابط بين احتياجات المشاهد وتأثير العمل الفني. لكي يكون العمل الفني فنا، ودون ان يتقوقع او يسجن في بروج وهمية بل يتوالد ابتكار يحمل رؤية موضوعية متمكنه من دقة الصياغة والتحكم في ملائمة الشكل وتطويع الامكانيات اللونية الموحية في ايصال الفكرة. ان الفن الجيد هو اشبه بالحب او لنقل الاعتكاف اللحظي مع العمل الفني اسوق هذة المقدمة بعد ان جمعتني الصدفة وحدها مع مجموعة من اللوحات الفنية معروضة في قاعة صغيرة فارغة الي مني. فقد كنت هارباً من حرارة الشمس متسكعا في شوارع الاسكندرية عروس البحر المتوسط لاقف امام بناية استفز عيني عنوانها (مركزالابداع بالاسكندرية) فدخلت، وحقا رايت ابداعا حيث تعرض اغمال التشكيلية القاهرية ( فيروز سمير) الاستاذ المساعد بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة وتحت عنوان (الوان) ما يقارب من عشرين عملا فنيا قاسمها المشترك هو المراة المعاصرة. تاملتها وهواجسها.. عبر ايقاع متميز من خصوصية فنية ونزعة تاملية اتسمت بشفافية الرؤية وان اكتنفها شي من الغموض جعل اعمالها تقترب من تيار الوعي بالتداعي الحر للهواجس والافكار، لتتمركز الفكرة في اعماق الذات لتصل الي المتلقي - الاخر بشكل متنامي.فك الرموزهذة الرؤية الغامضة التي تزداد وضوحا كلما زاد التامل،رغم عدم خروجها من الشكل التقليدي في البناء الفني فان اشتغالها علي وتر الاثارة الهادئة ذهنيا لحث المتلقي علي متعة التامل،قجأءت لوحاتها عبر دلالات رمزية موحية لعالم الشخصيات (المرأة) الداخلي بتاثير شعوري يفجر اكثر من سؤال عن حلم هذا الكائن وهواجسه وما يعانية تحت تأثير ضغط الحياة المعاصرة في محاولة لفك الرموزالمبهمة في يومياتها والقاء نقطة من ضوء علي هواجس هذا المخلوق الجميل المنكسر التي تزداد معاناته بازدياد الهموم اليومية ان نساء (فيروز سمير) ينتمين الي مرحلة عمري متقاربة اي من جيل واحد تقريبا. قريبا ما يصل الي منتصف العمر، يحملن سيماء المعاصرة ويقعن تحت تاثيرات ما يتعرض له المجتمع من اشكاليات يتاملن بصمت.. ويصرحن فينا بصمت... ولا يطرحن حلول بل علامات استفهام كبيرة وكثيرة. ليخرجن من التجسيد الآدمي ليتحولن الي معاني وخواطر، منطليقات الي عوالم علوية محفوفة بنورانية باهتة لكنها موحية ومتوحدة، ينصهرن في مجاهيل الغياب والهواجس ليعدن جزء من انكسار اجتماعي كبير يحاور ذاته بصمت عبر مكونات الذات التي تمور في اعماق الشخصيات للبحث عن طريق ما في معرفة ما هية المتنافضات ومعاقل الحيرة التي تكسر كل محاولات الطمانينة اننا امام لوحات توحي بحوار لا يطغي فيه العقل علي الوجدان، ولا العكس، وانما هو حوار قد خلق مع العمل. وانما يرتفع الرمز مع مستوي مساو في ارتباطه بالضرورة الحياتية كي تغني مدلول الرمز. انها نموزج لرحابة الرؤية واتساع الافق والوعي بايقاع العصر دون اللجوءالي الابهار. انها وثيقة ادانة، تجسد مدي ارتباط الفنان بما يحيط به من هموم العصر، عبر البحث التشكيلي الجاد والتوازن ما بين التشخيص الانساني التعبيري والحس من ناحية، وهندسة البناء الملائم لتشكيل اللوحة مما يتيح ان تصبح ــ لغة الفن ــ قادرة علي حمل المعني وبلورته من ناحية اخري. اذ لا تتوقف عند حدود الانفعال بل تشعرنا بالبعد الثالث المنظوري مثلما نحس بثقل الامتلاء في توليف الاشكال الرئيسية المتصدة لبؤرة العمل الفني عبر توازن هندسي دقيق، وتلك التنويعات المحسوبة لمناطق القاتم و المضئ في الوحة لتخلق نوعا من التماثل الرتيب، مما اعطي بعدا تعبيرا للكامن في داخل الوحة، كي يتفاعل في جدل حيوي مع الحس التلقائي الذي يصنعة الانفعال العاطفي. والذي يقف وراء رومانسية الاشكال وهدؤئها، وزهد واضح في التعامل اللوني اذ يشكل اللون الاصفر وتدرجاته باتجاه البرتقالي سمه غالبة لا اغلب الاعمال يشاركها تدريجات الازرق والاحمروالاوكر بضرورة احاطة وازديادة كمية الون الابيض والاخضر المحيطة بها، مما يجعل الاشكال غارقة في ضبابية لونية ساكنة. اذ تحاول جاهدة اخفاء بهجة اللون الصريح. ان اعمال فيروز سعد تثبر في المتلقي، مشاهد من رحلة يدور فيها البصر في نهم، تزيدة حدة التعبيرية التي تحملها الاشكال، رغبة في ان يتمثلها ويحس ويعاني ما تعانيه .عله بذلك يلقي من علي كاهله بعض ذنوبه.